الأربعاء، ١٥ نوفمبر ٢٠٠٦

حكاية الداعرة وتاجر العبيد

حكاية الداعرة وتاجر العبيد
فى وصف كيف تكون سيد الكون !!!!!!

كان يا مكان
بزمان ليس ببعيد
بعد التعب والرحيل
وجدت وادي جديد
فيه مدينه فاضلة
تحمل أمل وليد
ففضضت رحالي وبقيت
وودعت الماضي الشريد
وذات مساء مفتعلا
حضر ضيف جديد
داعرة بألف قناع
ومعها تاجر عبيد
جميل الوجه والكلمة
ينحني لكل شديد
يقبل يده وحذاءه
يتجنب منه الوعيد
*************
ولان المدينة فاضلة
تحمل وجه البراءة
أهلها ناس كرام
قلوبها بالخير عطاءة
احتضنت الضيف الجديد
فى مودة وجراءة
فأنتفض تاجر العبيد
للسلطان يمسح حذاءه
وقامت العاهرة بهدوء
تعرض من جسدها عراءه
*************
عاشوا شهور وشهور
ككلاب علية القوم
ينتظروا كلمة إحسان
أو لحم طعمه مهضوم
أو سيد ترضى شهوته
جسدا ملمسه معلوم
لكل شخص حصته
سواء السائل والمحروم
وفى يوم ليته لم يأتي
ونهار كان مشؤوم
ماتت زوجة السلطان
وتركت سلطان مهموم
يفكر فى نهار قادم
محمل برياح وغيوم
***********
ولان تاجر العبيد
يفهم التجارة شطارة
ذهب إلى قصر السلطان
يضفي على نفسه الطهارة
يحمل وصفات الأفراح
بجميع كتب العطارة
لكن السلطان المهموم
يصمت تارة ويبكى تارة
فجاءت الداعرة بهدوء
تحمل خبرة ألف عام
قضتها فى الدعارة
تتكلم بكلام ممشوق
وجسد مكشوف للمارة
تخلط معاني كلماتها
بجسد يحمل ألف عبارة
ولان السلطان الملكوم
يبحث عن لحظة سارة
قام عليها كالمجنون
يشن على الجسد غارة
وهى عفيفة تأبى
بكل جراءة وجسارة
**********
يومان والثالث مروا
واتى كبير العميان
يحمل فى يده الطبلة
ويشهد كل الأعيان
أن السلطان يهنئهم
بزواجه القائم الآن
وعلى كل من يسمع
أن يذهب ويقدم قربان
للسلطانة ذات الأصل
معلن الولاء والعرفان
********
غريبة هى هذه الدنيا
داعرة أضحت سلطانة
تتملك أرزاق الخلق
وتشارك السلطان منامة
الحزن فى القلب يعيش
فعلى الدنيا السلامة
مدينة كانت فاضلة
تتحول لمدينة دعارة
وكل غراب مشؤوم
ينظر لزوجة جاره
**********
وصار تاجر العبيد
سيد كل الأزمان
وجاء معه برجاله
ألف من الخصيان
شقاء هو قل ما شئت
لكنى لست بجبان
لو عدت بتفاعيله او زدت
لنفر منه الولدان
لكنى لست بجبان
لأني أصلا إنسان
خاض حروبا وحروبا
ولم يذق طعم الأشجان
لذلك قمت وصحت
بكل صوت ولسان
لأحمي الأمل الوليد
من أيدي جيش الخصيان
لكن أي أمل هذا
فى ظل خضوع سلطان
لداعرة تملك نهدان
تتلاعب بهم كما شئت
وتغطى وجهها الألوان
********
لكن ماذا انا خسرت
لا شئ فأنا فنان
لا املك بيت أو ارض
والكون كله أوطان
وكما أمس رحلت
سأرحل أيضا الآن
لأبحث عن ارض أخرى
ومدينة تصلح أوطان
يكون فيها الإنسان
كما هو الإنسان
بلا بيوت دعارة
وجيش عند السلطان
يقوده تاجر عبيد
وكل فرسانه خصيان
*******
لكن فى يوم سيقوم الشعب
فدوام الحال من المحال
ليحارب عن حق وجوده
فى مدينة حلمت بالكمال
ويلعن أم السلطانة
وكل فقيه محتال
لتنزل من فوق العرش
رجما وضربا بالنعال
لتسقط منها الأقنعة
أمام كل الأخوال
ويرى السلطان حقيقتها
وما تخفيه الأثمال
ويعيش الشعب ليلتها
سعيدا مرتاح البال
**********
أما أنا فسأرحل
لوادي أخر الآن
احمل معي أفكاري
لكل شخص إنسان
بعد أن أعلنت
وما على إلا البيان
وسيأتي يوم يتذكر
كل إنسان كان
حاضر هذا الوقت
وشاهد على الزمان
يفهم معنى الكلام
ويقول ليته كان
********
هذه قصة حدثت
بزمان ليس ببعيد
فى مدينة فاضلة
تحمل حلم وليد
تحولت لمنزل دعارة
والحزن لا يفيد
فاليوم ليس النهاية
وان كان ليس ببعيد
أن تصلح العبارة
بيد شخص جديد
يفهم ألوان التجارة
وشطارة تاجر العبيد
أو ربما أعود يوما
ومعي عهد جديد
يحمله ألف رجل
أو ربما يزيد

15/12/2002
9:43 AM
TAMER_SILIT

ليست هناك تعليقات: