الأربعاء، ١٥ نوفمبر ٢٠٠٦

المدينة والعاهرة





المدينه والعاهرة



إليك أنتي يا من أحببتك دون ان أراك
يا من جعلتني ابتسم رغم الألم
رغم الدماء الجارية فوق الصليب
قلتي انهم صلبونا لنعيش
غدا سوف يأتي الطوفان
ونحن المصلوبين على أسوار المدينة
سوف نطفوا فوق الصليب
سوف نطفوا فوق الطوفان
لقد صلبونا لنعيش
لنكون نحن الباقيين

يا من لمستك دون ان أراك
أقولها وتسمعين
على الأرض تختلط الرمال بالماء
وتضيع بين الصخور الدماء
بين حقير ووضيع الكل سواء
لم يعد فى الأرض ذرة من نقاء

ميزونا عن الجميع
ووضعونا فوق الصليب
على أطراف المدينة
ننتظر الليل ليأتي بالضياء
ننتظر الطوفان ليأتي بالحياة

داخل المدينة يأكلون الميتة
يشربون الدم يبيحون اللواط
لم يعد للحلم منفعتا
تحت أصوات جلود السياط
فى المدينة أنا الفريسة انا الصياد

دعوني يوما للوليمة على العشاء
وكان يوما من ليالي الشتاء
وكان العشاء طفلا غير مكتمل الرجولة
امتدت الأيادي لتخرج الأحشاء
على العشاء اكتمل الشواء
ليضيع حلم طفل هباء
امتدت الأيادي من يأكل كتفه
من يأكل صدره وقلبه
من ينزع الحلم من داخله
من ينتشي بكأس من دماء


صرخت وصرخت معي عاهرة
لمادا تذبحون الطفل
لمادا توئدون الحلم
لماذا تسقونا كأس عذاب
ضحك الجميع عندما سال البكاء
ضحك الجميع حتى البكاء
وكؤوس الدم تثور
ودموع العاهرة تفور
وصوتي يضيع هباء

فى المدينة الكل عبيد
فى المدينة الكل الاه
الكل يلوك لحلم طفل غير مكتمل الرجولة
والكل يركع فى الصلاة
ويقبل أقدام الجناة

على الصليب الدماء تسيل
تسقى عطش الحالمين
فى مدينة الموتى الحاكمين
مدينه نارها كبرد زمهرير
تنتظر قدوم الطوفان
تنتظر خروج الكلمة
من أفواه المخروسين
تنتظر توقف العاهرة عن الدعاء

فى الليل تتضح الوجوه
ويخرج ضؤ القمر المذبوح
وتسير العاهرة فى المدينة
لتدخل الرعب فى قلوب الجناة
فالعاهرة تعرف خبايا الجميع
العاهرة حقيقت الجميع
تعرف انهم غير مكتملين الرجولة
رغم الشوارب والدروع
يقفوا أمامها عرايا منكسين الرؤس


لم يعد الصلب عقاب
لم يعد الصلب عذاب
ولم يعد فى المدينه غير التراب


خارج المدينة هناك طفل أخر
غير مكتمل الرجولة
يهيم فى الصحراء
يبحث عن المسيح
يعبر الجبال والوديان
يبنى الجسور يفجر عيون الماء
ينظر للمصلوبين المبتسمين
يضحك ويسقيهم جرعة ماء
يحلف بعودة المسيح
ويبنى مسجد فى الخلاء
يحمل بيده الضعيفة حجرا
ويبنى سدا أمام الجناة

يا من احتويتك دون ان أراك
الصلب ليس النهاية
والحلم ليس الجناية
والموت ليس نهاية المطاف
المخرسون فى المدينة
ينبت على لسانهم الحرف
يرفضون شرب الدم
يوارون عظام الطفل غير مكتمل الرجولة
يسقونه ليصبح حلم
لنصلى فى المسجد الصغير
لنعيد الحياة للجنين
وتنتظر معنا العاهرة
بوجه متسخ بالألوان
لتصلى خلف الأمام
وتدعوا وتنول الغفران

العاهرة مثل المخروسين
ترفض شرب الدم
توارى عظام الطفل
تدعوا فى المساء
تنتظر المسيح
تبحث عن الطفل غير مكتمل الرجولة
الذي يعيش فى العراء

يا من أحببتك دون ان أراك
لأن عنقي ملتحمة بالصليب
الليل يأتي بالضياء
والطفل ينتظر المسيح
ونحن صلبونا لنعيش
و المدينة تخاف العاهرة
تخاف من الوجه المتسخ بالألوان
فلا تخافي ان سقط الصليب قبل قدوم الطوفان
فسوف تحمينا العاهرة
ويأتي المسيح
فى يد رجل مكتمل الرجولة
بنى مسجد خارج المدينة
وبنى أمام المدينة السدود
وانتظر نبت الكلمات على لسان المخروسين
لآ تخافي ان ذبحوا كل الأطفال
ان شربوا دماؤهم قبل اكتمال الرجولة
فلازال خارج المدينة طفل سوف يكتمل الرجولة
ولازلت العاهر تحمل داخلها رحم
وترفع يديها بالدعاء
تنتظر قدوم المسيح
وتبحث عن الطفل الوحيد
ولازلن نحن على الصليب ننظر قدوم الطوفان


ونحن المصلوبين ننتظر الطوفان لنحيا
لنكون نحن الباقي
لكون نحن القادرين


ليست هناك تعليقات: